انه صباح جميل ، أنت تعرف الصباح الجميل حين تراه كما تعرف كل شىء جميل آخر .. أنت ترى الجمال وتسمعه وتشمه وتتذوقه وأيضا تلمسه .. فالجمال هو الصفة التى تجتمع عليها كل حواسك ولا تختلف بشأنها أبدا ، تعرف أنت كل هذا جيدا ولكن ليس مثلما أعرفه أنا .. أسألنى أنا عن الجمال .. فأنا خير من يحدثك عنه هل تتساءل بينك وبين نفسك عنى؟ .. خبيرة الجمال هذه .. لابد أنها تحمل قدرا لابأس به أبدا منه ..
حقا !!!
لا بد أنك تمزح أو ربما كنت ضريرا
فاعلم يا سيدى أن خير من يتحدث عن شىء ما هو من يفتقده .. وبشدة
أسأل طفل يتيم عن حنان الأم .. أسأل ضريرا عن نعمة البصر
عندها ستعلم أننى فتاة قبيحة
وستعلم أن ما من فتاة على وجه الأرض يمكنها الاعتراف بتلك الجريمة النكراء سواى
القبح ، ياله من جريمة .. والويل لمن يرتكبها رغم كونه لم يتعمد ذلك أبدا
ولكنه يظل يُعاقب عليها طوال حياته
أسألنى أنا عن القبح أيضا
ربما لو كنت ثرية بعض الشىء لكنت وجدت حلا سحريا مما تصنعه الثروة لأصحابها وتجعلهم يتألقون كنجوم السماء
ولكن أن يجتمع القبح والفقر عليك .. فيالك من تعس
لا تحاول حتى الحلم بتغيير الواقع الكئيب الذى ينتطرك
منذ وقعت عينا أمك عليك بعد ولادتك ، ومع أول شهقة استنكار من هذا المخلوق العجيب الذى يؤكدون لها انه من أنجبته , تعرف وقتها أن الحياة لن تكون باسمة وأن عليك الاستعداد لما هو أسوأ
مؤلم أن تكون قبيح
لكنك رجل والمجتمع يتقبل الرجل القبيح ولا يقف أمامه كثيرا ليخضعه لمعايير الجمال القياسية
ولكنه لا يغفر أبدا للفتاة القبيحة والتى تضعها عشرات العيون يوميا تحت المجهروتتفحصها بمزيج من الدهشة والاستنكار
فكيف ستمضى تلك الفتاة حياتها فى مسارها التقليدى
حسنا إن كنت من الفضوليين بهذا الشأن
تفضل معى لتعش فى عالمى بعض الوقت
(2)
اسمى هيام
وليت أمى انتقت لى اسما اقل إثارة للخيال وجلبا للسخرية
أعيش مع أمى وشيطانين صغيرين هما خالد وخلود
أخواى التوأم الصغيرين المشاغبين كثيرا
نعيش معا فى شقة صغيرة بحى قديم لا يميزه شىء
والدى متوفى منذ فترة وترك على عاتق أمى مسؤولياتنا نحن العاهات الثلاثة
لكِ الله يا أمى
لنقل أننى حاولت التكيف بشكل ما مع الحياة والبشر
لم أحاول التفوق فى الدراسة
فقط حافظت على مستوى عادى لا يجلب السخط ولا يثير الإعجاب
مؤهل متوسط هو ما أصررت على الحصول عليه رغم انه كان بإمكانى الالتحاق بالجامعة ، ولكنها آخر مكان أتمنى أن أوجد فيه بين الطالبات المتأنقات والطلاب الأوغاد الذين يلاحقون الفتيات كنوع من أداء الواجب نحو رجولتهم المزعومة , سأكون وقتها مادة التندر فى مقرر العام دون شك
فمازلنا فى مجتمع لا يغفر قبح المرأة حتى لو ارتقت أعلى درجات العلم
لذلك تجدنى قد عملت بوظيفة لا بأس بها أبدا بالنسبة لمؤهلاتى المتواضعة
سكرتيرة فى مكتب محامى متوسط الشهرة ، لقد كان للمحامى وجهة نظر حين قرر تعيينى بمكتبه فهو لا يرغب فى سكرتيرة حسناء تشتت انتباه محاميه الشبان عن عملهم ، ولكم كان موفقا فى اختياره فكل منهم على استعداد لانتزاع عينيه بدلا من أن يؤذيها بالنظر لسحنتى البهيجة
لا أنكر أننى أحيانا ما أشعر بما تشعر به كل فتاة
أحيانا أتمنى أن يعجب بى أحدهم
ليس بجمالى طبعا
ربما لشخصيتى الجذابة .. حسنا لا توجد واحدة
إذن لذكائى الفطرى......... امممم ما علينا
حسنا لطيبتى العفوية .. ربما لو تغاضى عن لسانى اللاذع وسخريتى المريرة من كل شىء التى أحاول أن أجعل منها ستارا يحمينى من الآخرين ربما وقتها سيجد شىء ما يجذبه إلىّ
غارقة فى أفكارى الخيالية فى طريقى للعمل حين دوت القنبلة!!
لا ليس فوق رأسى بل فى أذنى
فجرها بعض الشباب المتحمسين لواجبهم الرجولى
إنها ويا للمفاجأة عبارت شهيرة ومحكمة مما توجه للحسناوات فى الطرقات
ترى هل هؤلاء فى كامل قواهم العقلية؟!
لقد عرفت الجواب حين اكتشفت انهم خلفى تماما ولم ينالوا شرف النظر لوجهى بعد
لا أدرى لم يعتقد هؤلاء أن كل من ترتدى فستان لا بد وأنها كائن أسطورى فاتن
حسنا ، لن أطيل عليكم فى وصف الصدمة التى حاقت بهم بعد اكتشاف الحقيقة المرة للكائن الذى يرتدى فستان متظاهرا بكونة فتاة ما
يا إلهى لكم يجرح هذا مشاعرى فأنا أملك كل مقومات الأنوثة الداخلية وأفتقر الخارجية تماما
هذا ليس عدلا
******************
حسنا يجب أن أحاول على الأقل إضفاء بعض الأنوثة على ملامحى الخشنة
يجب أن أخوض حربى الخاصة ضد القبح
يجب