الفصل الرابع
- قال وليام رت "هل أنـت متأكدة أن لدينـا كل شيء نحتاجه ؟ قناني مملوءة بالماء وغير قابلــة للتلف؟
- حاولت ماريلي رت أن تكبح إزعاجها قائلة"نعم لقد فحصت قوائم التسوق التي أعطيتني إياها مرتيــن قبل مغادرة السوق.حتى أنني وقفت في مخزن المعدات لآدمبطاريات ضوء ومضيه لأن كل تذاكر العرض في السوق بيعت قبل ذلك." نظر أخوها إلى الخارج وهـو يتجاوزها من خلال الشبابيك الواسعة للصيدلية فرأى أن حركة السيارات قلّت في الشارع الرئيسي ،ليس بسبب حالات الطـرق التي زادت الشكوك حولها، ولكن هناك حركة كثيفة جـداً للناس المارة . كان الناس متلهفين للذهاب إلى أي مكان يقصدونه لينتظروا نهاية العاصفة.أن رجال الأرصاد يقولون قد تكون هذه العاصفة سيئة وتدوم أياماً عديدة . أنا أصغي إلى المذياع وأشاهد التلفزيون أيضا يا وليام.ألتفت وهو ينظر إلى الخلف نحو أخته قائلا" لم أكن أعني أنك غير كفوءة . لكن لديك فقط شرود ذهني أحيانا . ما رأيك بكأس من شراب الكاكاو في البيت. ؟"
- ألقت بنظرة إلى الخارج على موكب متصــل مـن السيارات وهي تتحرك بشكل بطيء فقالت " لا أعتقد أنني أصل البيت سريعا إذا غادرت الآن . حسنا إذن . أحب بعض الكاكاو.
- أومأ لها نحو بناية نافورة الصودا أمام المخزن ثم أشار لها إلى أحد المقاعد المصنوعة من الكروم أمام العداد قائلا" ليندا، أن ماريلي تود كأس من الكاكاو.
- قالت ماريلي وهي تبتسم للمرأة التي تجلس خلف العداد " قشدة أضافية مخفوقة مــن فضلك.كانت ليندا وياحبلر تدير صيدلية صودا فونتن لفترة طويلة قبل وليام رت وقد حصلت على العمل من المالك السابق وكان ذكيا عندما سيطر بحيث أنه أبقى ليندا في مكانها.كانت هي خريجة معهد محلي وتعرف كل فرد في البلدة،من يتناول القشدة بالقهوة ومن يشربها سوداء.كانت تصنع زلطة التونة طازجة صباح كل يوم،لم ترغب حتى باستخدام الفطائر لشطائر اللحم.كانت تطبخها لترتبها على صينية لخبز الكعك.
- هل تصدق بهذه الفوضى في الخارج ؟ سألت ليندا وهي تصب الحليب في قدر لتسخينه من أجل الكاكاو. أتذكّر ونحن أطفال كم كنّا نفرح دائما عندما نتنبأ بسقوط الثلج وكنّا محتارين هل سنذهب إلى المدرسة في اليوم التالي أم لا . فقد تتمتع بالعطلة كثيرا مثل تلاميذك ."
- ابتسمت ماريلي لها فقالت "إذا كان لدينا يوم ثلجي فمن المحتمل أن أستخدمه لتصنيف الأوراق."
- استنشقت ليندا باستنكار فقالت" ضاعت عطلة نهاية الأسبوع."
فتح باب الدخول ورن الجرس الكائن فوقها.استدارت ماريلي لترى من سيدخل. اندفعت فتاتان مراهقتان إلى الداخل. يقهقهن ويهتز شعرهن الرطب. كانتا في الصف الثالث قواعد الأدب الأمريكي..
- قالت ماريلي لهن " أنتن بنات يجب أن تلبسن قبعاتكن.
- قالن مرحبا آنسة رت، بانسجام فعلي في النغمات.
- ماذا تفعلن في الخارج في هذا الطقس ؟ ألا تذهبن إلى البيت ؟ "
- قالت واحدة منهن " أتينا لنستأجر بعض أفلام الفيديو تعرفين فقط في حالة لم يكن لدينا المدرسة غدا.
- قالت ماريلي" شكر لكما لتنبيهي بذلك قد آخذ لنفسي فلم أو فلمين إلى البيت.
- نظرن إليها باستغراب كما لو لم يحدث لهن أن الآنسة ماريلي رت تشاهد ألأفلام فعلا.أو أنها لا تفعل شيئا سوى أجراء الاختبارات ووضع الدرجات . وتراقب المدخل عند انصراف الصفوف،أو تنظر إلى الخارج بعين حادة ومزاج خشن.من المحتمل أنهــن لم يستطعن أن يتصورن أي نـــوع من الحياة تعيش خــارج ممرات مدرسة كليري الثانوية . وحتى الآن كانتـا على حق . شعرت بخديها عادت دافئتين عنـد تلقيها رسالة تذكير بهوايتها الجديدة ثم غيرت الموضوع بسرعة محذرة طالبتيها وهي تقول"اذهبن إلى البيت قبل أن تصبح الطرق ثلجية ."
- قالت إحداهن " نعم سنفعل ذلك " سأكون في البيت قبـل حلول الظلام لأن قومي خائفين على مليسنت.
- قالت الأخرى"لي أكثر مما ينبغي"لقد عرفوا عندما كنت بعمر 24-27 عاما."أدارت عيناها"كما لوأنني كنت قريبة إلى لص بما يكفي ليختطفني ويأخذني بالقوة."
12
- قالت ماريلي " أمتأكدة أنهم قلقين جدا. يجب أن يكونوا كذلك ."
- قالت الفتاة الأخرى " لقد أعطاني والدي مسدس لأحتفظ به في سيارتي."
- قالت الفتاة الأخرى" قال لي والدي أن لا أتردد بإطلاق النار على أي شخص يحاول أن يعبث معي."
- غمغمت ماريلي تقول لتقيس نفـاذ صبرها وتنسجم معهــن في أمسيتهن " لقد أصبح الموقف مخيف " أخبرتهن أن يتمتعن بيوم ثلجي أذا كان لديهن أحداً في الواقع,ثم التفتت إلى العداد عندمـــا كــانت ليندا تقدم الكاكاو.
- قالت ليندا وهي تهتم بأمر الفتيات . بحذر يا حلوتي أنها حارّة . وأضافت " لقد أصبح الناس حمقى."
- أخذت ماريلي رشفة تجريبية من الشكولاته الحارة قائلة "آه" ثم أردفت قائلة"أنا لست متأكدة أيهما أكثر إرباكا ,خمسة نساء اختفين أم آباء يسلحون بناتهم المراهقات بمسدسات. " كان كل شخص في كليري عصبي المزاج حول عمليات الاختفاء . أصبح الناس يغلقون أبوابهـم التي كانت مشرعة سابقا فالنساء من كافة الأعمار تلقين أشعارا ليكن حذرات من البيئة المحيطة بهـــن عندما يخرجن لوحدهن ويتجنبن الظلام والأماكن المعزولة. لقد نصحن بأن لا يثقن بأحـــد لم يعرفنه جيدا. منذ اختفـاء مليسنت بــأن يلتقي أزواجهن وأصدقائهن بشركائهن في أماكن عملهن في نهايــة الـدوام لمرافقتهن إلى البيت.
- أنا لا يمكنني أن ألومهم حقا,قالت ليندا ذلــك وهي تخفض صوتها"أنت تنتبهين إلى كلماتي يا ماريلي. ذلك أن ابنة جن كانت كالميتة إذا لم تكن ميتة قبل ذلك. كانت متشائمة بتفكيرها بهــذه الطريقة ولكــن كانت ماريلي ميالة إلى الموافقة .
- قالت ماريلي" متى تغادرين إلى البيت يا ليندا ؟"
- حينما يقول أخيك العبد القاسي " نعم" أستطيع حينها أن أذهب .
- قد أستطيع أن أؤثر عليه ليدعك تغلقين مبكرا.
- ليس محتملا.فقد كنا نقوم بأعمال مكتب أراضي طيلة فترة ما بعـد الظهر.فالناس يحسبون أنهـم يبقون أياما قبل أن يتمكنوا من الخروج ثانية .
طالما تمكنت ماريلي أن تتذكر أن الصيدلية تحتل زاوية شارعي مين وهملك.دخلت عائلتها إلى المدينة عندما كانت فتاة صغيرة. كانت دائما تنظر إلى الأمام للوقوف هنا .
لا بد وأن كان وليام مولعا بنفس الذكريات أيضا . لأنه حالما يتخرج من مدرسة الصيدلة فأنه سيعـود إلى كليري ويبدأ العمل هناك.وعندما قرر رب العمـل أن يتقاعد تسلم وليام العمل منــه, ثم أقترض مالاً من المصرف فورا لغرض التوسع في العمل. أشترى بناية مجاورة فارغة ثم دمجها بالمخزن الحقيقي موسعاً مجال عمل ليندا ومضيفا إليها أكشاك لزيادة سعة بناية نافــــورة الصودا . وكانت لديـــه بصير
ليضع جانبـــا غرفة لتأجير أفلام الفيديو إضافة إلى الصيدلية, أصبح لديه مخزن شامل مـن الكتب ذات الأغلفة الورقية والمجلات في البلدة.النساء هنا يتسوقن مستحضرات التجميل وبطاقات التهنئة والرجل يشترون منتجات التبوغ فكل واحد منهم أتى لكي يلحق بالثرثرة المحلية.ولبلدة كليري مركز صحي هو صيدلية رت.سوية مع الوصفات الطبية يقوم وليام بإسداء النصائح والقيام بالمجاملات وزف التهاني. أو تقديم التعازي.
مهما يكن فأن حالات زبائنه تقتضي ذلك.رغم أن مارلي اعتقدت أن سترة المختبر البيضاء التي لبسها في الصيدلية دون الطموح وعلى ما يبدو لم يهتموا زبائنه بها.بالطبع أنهم أولئك الذين خمّنوا السبب الذي جعله وماريلي يبقيان أعزبين , ويستمران شريكين في البيت. أعتقد الناس أن بقاء الأخ وأخته معــا كان غريبا . أو على نحو أسوأ . حاولت أن لا تسمح للناس الذيــن يتسلون بأفكار قــذرة مثل ذلك شقيقها.
رن الجرس الكائن على المدخل مرة ثانية.لم تلتفت هذه المرة ولكنها نظرت إلى الحائط المليء بالمرايا خلف مكان عمل ليندا وشاهدت وز هامر يدخل ومعه أبنه سكوت.
- قالت لهم ليندا. " مرحبا وز وسكوت, كيف حال الجميع؟"
13
- رد وز على تحيتهـــا,ولكنهـــا ماريلي التي التقت عينـــاه بعينيهـــا في المرآة.توقف عن مشي ألهوينا ومال قليلا مقتربا من كتفها. أخذ رشفة من شراب الكاكاو. فقال اللعنة أن رائحتها جيدة.سآخذ واحدة من تلك أيضا يا ليندا. أنها نوع من شراب الكاكاو الحار لهذا اليوم."
- قالت ماريلي " مرحبا وز وسكوت .
- عبر سكوت عن شكره لها مغمغما " آنسة رت" .
- جلس وز على المقعد بجانبها. ركبتيه وكزت ركبتيها عندما انزلقت ساقيها أسفل العداد.
- هل لديك مانع في أن أنظم أليك ؟
- لا على الإطلاق."
- لا ينبغي عليك أن تكون لعنتي يا وز هامر .
- قالت ليندا لقد أصبحت نموذجا للأطفال والجميع . "
- ماذا قلت أنا ؟
- أنت قلت اللعنة."
- متى وصلت لتكون مضجرا؟أنا أتذكّر مرة أو مرتين أنك تشتم بكلمة لعنة ."عبّرت عن ازدرائها ولكنها ابتسمت ابتسامة عريضة . كان لوز ذلك التأثير على النساء . ليندا سألت سكوت " أتريد بعض شـراب
الكاكاو يا حلو؟